
سؤال وجواب❓
كيف تؤثر مزارع تعدين العملات المشفرة على شبكة الكهرباء في العراق؟
مقدمة
تعاني العراق منذ سنوات طويلة من أزمة كهرباء مزمنة، تتفاقم صيفًا مع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الطلب على الطاقة.
لكن في الآونة الأخيرة، برزت مشكلة جديدة تزيد من تعقيد المشهد: مزارع تعدين العملات المشفرة، التي أصبحت مستهلكًا ضخمًا للكهرباء بشكل غير قانوني في بعض المناطق.
فما هي حقيقة هذه العلاقة؟ وكيف تؤثر على حياة العراقيين؟
أزمة الكهرباء في العراق: جذور المشكلة
- العراق يمتلك واحدة من أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم، لكنه يواجه صعوبات ضخمة في إنتاج وتوزيع الكهرباء.
- تتراوح القدرة الإنتاجية المعلنة بين 20 إلى 24 ألف ميغاواط، بينما يتجاوز الطلب في ذروة الصيف 30 ألف ميغاواط.
- الأسباب الرئيسية للأزمة تشمل:
- تدهور البنية التحتية بسبب الحروب والعقوبات.
- الفساد الإداري وسوء التخطيط.
- الاعتماد الكبير على استيراد الغاز والكهرباء من دول الجوار.
رغم الجهود الحكومية المتكررة، ما تزال ساعات القطع المبرمج للكهرباء تتراوح بين 12 إلى 18 ساعة يوميًا في معظم المحافظات.
ما هي مزارع تعدين العملات المشفرة؟
- مزارع العملات المشفرة عبارة عن مجموعات ضخمة من الحواسيب المتخصصة (ASICs) المصممة لمعالجة المعادلات المعقدة التي تحقق أمان الشبكات الرقمية مثل البيتكوين والإيثيريوم.
- هذه المزارع تستهلك كميات هائلة من الكهرباء لعملها المستمر ولتبريد الأجهزة.
- في دول العالم، تتطلب مزارع التعدين تراخيص خاصة وتنظيمات بيئية صارمة بسبب تأثيرها الكبير على شبكات الطاقة.
العلاقة بين مزارع العملات المشفرة وأزمة الكهرباء في العراق
- بحسب تقارير إعلامية وشهادات محلية، تم الكشف عن وجود العديد من مزارع التعدين غير المرخصة في محافظات مثل ذي قار، النجف، وبعض المناطق في كردستان العراق.
- هذه المزارع غالبًا:
- تستخدم الكهرباء بشكل غير قانوني عبر شبكات التوزيع العامة.
- تعمل بسرية عالية لتجنب الملاحقة القانونية.
- تضيف أعباء إضافية على الشبكات المتدهورة أصلًا، مما يؤدي إلى انقطاعات إضافية للمواطنين.
- بعض التقارير تشير إلى أن استهلاك مزرعة تعدين متوسطة يعادل استهلاك حي سكني كامل يضم آلاف العائلات.
ردود الفعل الحكومية والشعبية
- السلطات العراقية أعلنت عن تنفيذ حملات لإغلاق بعض مواقع التعدين غير المرخصة.
- تم ضبط معدات تعدين ومصادرتها في عدة محافظات خلال الأشهر الماضية.
- وزارة الكهرباء حملت جزءًا من مشكلة الضغط الكهربائي إلى الاستهلاك غير المشروع بما في ذلك أنشطة التعدين الرقمي.
- المواطنون عبّروا عن غضبهم الشديد، معتبرين أن السماح لهذه المزارع بالعمل يُفاقم من معاناتهم اليومية مع انقطاع الكهرباء.
التحديات أمام ضبط الوضع
- نقص القوانين المحددة التي تنظم عمل العملات المشفرة وتعدينها في العراق.
- ضعف الرقابة على شبكات الكهرباء، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية.
- وجود مصالح اقتصادية غير معلنة تدعم هذه الأنشطة بسبب أرباحها العالية.
الحلول الممكنة
- وضع إطار قانوني واضح لتنظيم أو حظر أنشطة تعدين العملات المشفرة.
- تشديد الرقابة على شبكات الكهرباء والكشف المبكر عن أي استخدام غير قانوني.
- تطوير البنية التحتية للطاقة وزيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة البديلة.
- التوعية المجتمعية بخطورة التأثير السلبي لمزارع التعدين على موارد الكهرباء الوطنية.
الخاتمة
أزمة الكهرباء في العراق ليست وليدة اليوم، لكنها أصبحت أكثر تعقيدًا مع بروز مزارع العملات المشفرة كمستهلك جديد وخفي للطاقة.
مع استمرار هذا النشاط بشكل غير منظم، ستبقى معاناة المواطن العراقي مستمرة مالم تتخذ الحكومة إجراءات حازمة لتنظيم أو إيقاف هذه الظاهرة.
📚 المصادر:
- وزارة الكهرباء العراقية – تصريحات رسمية 2025
- تقارير إعلامية محلية عراقية 2025
- وكالة فرانس برس – تغطية لأزمة الكهرباء في العراق
- موقع كريبتو ديلي – تقارير عن تأثير التعدين على استهلاك الطاقة
- وكالة شفق نيوز العراقية